بــسم الله الرحـمـن الرحـيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
خصائص قراءة الإمام عاصم الكوفي
الإمام عاصم بن أبي النجود ، أحد البدور السبعة ،
تابعي قرأ على عبد الله بن حبيب السلمي وزر بن حبيش ، وقرأ هؤلاء على عثمان بن عفان
وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأبيّ وزيد بن ثابت
وقرأ هؤلاء على النبي صلى الله عليه وسلم .
له عدة رواة أشهرهم :
أبو بكر شعبة بن عياش .
وحفص بن سليمان ، وهو أقرأ أصحاب عاصم ، وأتقنهم لحرفه
وروايته هي الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي قاطبة .
قال الشاطبي معرفا بالإمام عاصم وراوييه :
( فأما أبو بكر وعاصم اسمه ***** فشعبة راويه المبرز أفضلا )
( وذاك ابن عياش أبو بكر الرضا ***** وحفص وبالإتقان كان مفضلا )
اختص الإمام عاصم في قراءته بحروف لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة
اختص الإمام نافع في قراءته ببعض الأصول والفروع لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة .
وهذه أبرز إن لم تكن كل الخصائص التي انفردت بها قراءته مع شواهدها من الشاطبية ولمحة مختصرة لتوجيهها
أسأل الله تعالى أن يجعله عملا متقبلا خالصا ، وأن ينفع به .
************************************
من ذلك قراءته :
{ وأن تصدقوا **
بتخفيف الصاد .
في قوله تعالى :
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِاَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّفُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ** البقرة/280
والأصل بتاءين " تتصدقوا " حُذِفت إحدى التاءين استخفافا ،
خفف الصاد كأنه استثقل الإدغام .
قال الشاطبي :
( وتصدقوا خف نـما ... )
أشار إلى عاصم برمزه " النون " من ( نـما )
وأخبر أنه خفف { تصدقوا ** .
*****************************************
ومن خصائصه قراءته :
{ تجارةً حاضرة ً**
بنصبهما هنا في قوله تعالى في آية الدين :
{ ... وَلاَتَسْئَمُوا أن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أوْ كَبِيرًا إلَى أجَلِهِ
ذَلِكُمْ أقْسَطُ عِندَ اللهِ وَأقْوَمُ للِشَّهَادَةِ وَأدْنَى ألاَّ تَرْتَابُوا
إلاَّ أن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ألاَّ تَكْتُبُوهَا ... **البقرة/282
أضمر في تكون اسمها ، ونصب { تجارة ** على خبر {تكون**
والتقدير : " إلا أن تكون التجارة تجارة ... "
قال الشاطبي:
( تجارة انصب في النسا ثـوى *** وحاضرة معها هنا عاصم تلا )
أي عاصم يقرأ بنصب {تجارة ** مع صاحبيه الكوفيين في النساء واختص وحده بنصبها هنا في البقرة ونصب معها {حاضرة**.
*******************************************
ومن خصائص قراءته :
{ وقد نزل **
بفتح النون والزاي .
في قوله تعالى :
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أن إذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ
حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ ... **النساء/140
ردَّه إلى اسم الجلالة قبله ، في قوله :
{ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا **
على معنى : وقد نَزّلَ الله عليكم .
قال الشاطبي :
( ونزل فتح الضم والكسر حصنه *** وأنزل عنهم عاصم بعد نزلا )
أي أن عاصم قرأ { نزل **الواقع بعد الحرفين المذكورين بفتح ضم النون وفتح كسر الزاي ،
كما قرأ مدلول (حصن)الحرفين قبله بفتح الضم والكسر فيهما .
*******************************************
ومن خصائص قراءته :
{ بُشرا **
بالباء مضمومة والشين ساكنة ،حيث وردت ،
وهي ثلاثة مواضع :
في قوله تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إذَا أقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَراتِ كَذَلِكَ نُخْرِج ُالْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ **الأعراف/ 57
وفي قوله تعالى :
{وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورا**
الفرقان/54
وفي قوله تعالى :
{ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْر ِوَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
أَإِلَهٌ مَع َاللهِ تَعاَلَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ **النمل /63
جعله جمع بشير لأن الرياح تبشر بالمطر ، وشاهده قوله تعالى:
{ يُرْسُلُ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ **
قال الشاطبي :
( ونشرا سكون الضم في الكل ذللا )
(وفي النون فتح الضم شاف وعاصم *** روى نونه بالباء نقطة سفلا )
أشار إلى القراء الذين يسكنون النون بالذال من قوله: (ذللا ) وضمنهم عاصم
ثم أخبر أن عاصم قرأ بالباء ، و هي مضمومة لأنه لم يذكره مع من فتح ضم النون .
ومن خصائص قراءة عاصم :
{ يضاهئون **
بالهمز وكسر الهاء
في قوله تعالى :
{وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ
يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللهُ أَنَّى يُُؤْفَكُونَ** التوبة/30
و فيها لغتان : " ضاهيت و ضاهأت ". وجاءت قراءته على "ضاهأت ".
قال الشاطبي :
(يضاهون ضم الهاء يكسر عاصم *** وزد همزة مضمومة عنه واعقلا )
وصف قراءة عاصم وذكره بصريح اسمه وهو واضح .
***************************************
ومن ذلك :
{ إن نعف عن طائفة نعذب طائفة **
اختص عاصم بالقراءة { نعف **النون مفتوحة والفاء مرفوعة .
و { نعذب ** بالنون وكسر الذال .
{ طائفة ** الثانية : بالنصب .
أسند الفعلين إلى الإخبار عن الله تعالى
ونصب {طائفة ** على وقوع العذاب عليها .
وذلك في قوله تعالى :
{ لاتَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ إن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِانَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ **التوبة/66
قال الشاطبي رحمه الله :
(ويعـف بنـون دون ضـم وفـاؤه *** يضم تعذب تاه بالنون وصلا )
(وفي ذاله كسر وطائفة بنصـب ـ مرفوعة عن عاصم كله اعتلا )
أشار إلى كيفية القراءة لعاصم ، كما تقدم آنفا .
********************************************
وقرأ :
{ يابني **
في قوله تعالى :
{... وَنَادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّع الكَافِرِينَ **هود/42
بفتح الياء هنا فقط .
أبدل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة استخفافا
ثم حذفت ياء الإضافة لما انقلبت ألفا .
قال الشاطبي :
(... وفتح يا بني هنا نـص ...)
نبَّه إلى أنه هنا فقط فتح عاصم بكماله الياء ،
وهو المشار له بالنون من (نص )
*********************************************
ومن ذلك :
{ والذين يدعون **
اختص وحده بالقراءة بالياء
وذلك في قوله تعالى :
{ وَالذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ** النحل/20
أجراه على الإخبار عن المشركين .
قال الشاطبي :
(... يدعون عاصم )
أي قرأها بالياء كما لفظها وذكره بصريح اسمه.
و من خصائصه :
فتح الثاء والميم في :
{ وكان له ثمر ** و { وأحيط بثمره **
في قوله تعالى :
{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أناْ أكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً **الكهف/34
وفي قوله تعالى :
{ وَاُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرٌوشِهَا ... **الكهف/42
جعله جمع " ثَمَرَة " ويجمع "الثَّمَر " على " ثَمَرَات " .
قال الشاطبي :
( وفي ثمر ضمّتيه يفتح عاصم *** بحرفيه ... )
أي يفتح ضمة الثاء والميم في الموضعين في سورة الكهف .
***********************************************
و من خصائصه قراءته :
{ يأجوج ومأجوج **
بهمزة ساكنة ، في الموضعين
في قوله تعالى :
{قالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً
عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنـَا وَ بَيْنَهُمْ سَدّاً **الكهف/94
وفي قوله تعالى :
{ حَتَّى إَِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ** الأنبياء/96
جعله من " الأجة " وهي شدة الحر أو من " الأجاج " وهوالماء المر .
قال الشاطبي :
( ويأجوج ومأجوج اهمز الكل ناصرا )
أي كل ما جاء من هذا اللفظ ، اهمزه لعاصم وهو المرموز له بالنون من (ناصرا )
*******************************************
ومن ذلك :
{ فمكث **
بفتح الكاف .
في قوله تعالى :
{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ** النمل/22
وهما لغتان : الفتح والضم .
قال الشاطبي :
( ... مكُث افتح ضمّة الكاف نوفلا )
وهو واضح .
****************************************
ومن ذلك :
قراءته لفظ : { جذوة ** بفتح الجيم
في قوله تعالى :
{ فَلَمَّا قَضَى مُوسى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا
إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ **القصص/29 .
وهي لغات في الجذوة من النار ، الضم والفتح والكسر .
قال الشاطبي رحمه الله :
( و جذوة اضمم فزت و الفتح نل ... )
أي اقرأ بفتح الجيم للمشار إليه بالنون من ( نل )
ومن خصائص قراءته :
{ تـظاهرون **
في قوله تعالى :
{ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ
وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ **الأحزاب/4
{ يظاهرون **
في الموضعين في قوله تعالى :
{ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ
وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ [2]
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ **المجادلة / 2 ـ 3
اختص بضم التاء في الأحزاب وضم الياء في موضعي المجادلة وتخفيف الظاء في المجادلة, وكسر الهاء في الثلاثة فيقرأ : بضم الأول وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء . { تُـظاهِـرون ** { يُـظـاهِـرون **
قال الشاطبي :
(تظّاهرون اضممه واكسر لعاصم *** وفي الهاء خفف وامدد الظاء ذ بـلا )
(وخففه ثـبـت وفي قـد سمع كمـا*** هنا وهنـاك الظاء خـفف نـوفلا )
أمر بضم التاء وكسر الهاء لعاصم وحده في موضع الأحزاب
واتفق معه الأخوان على تخفيف الهاء في موضع الأحزاب فقط
واختص هو بضم التاء
وانفرد عاصم صاحب الرمز ( النون ) من (نوفلا ) في موضعي المجادلة بضم الياء وتخفيف الظاء وكسر الهاء .
*********************************************
{ أسوة **
بضم الهمزة ، وهي في ثلاثة مواضع :
في قوله تعالى :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً **الأحزاب/21
وفي قوله تعالى :
{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ **الممتحنة/4
وفي قوله تعالى :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ **الممتحنة/6
والكسر والضم في الهمزة لغتان للعرب .
قال الشاطبي رحمه الله :
( و في الكل ضم الكسر في أسوة ندى)
واضح أمره بضم كسرة الهمزة للمرموز له بالنون من ( ندى )
*******************************************
ومن خصائصه :
قراءة لفظ :{ خاتم **
بفتح التاء ، بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم خُتِم به الأنبياء فلا نبي بعده .
في قوله تعالى :
{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً **الأحزاب/40
قال الشاطبي
( ... وخاتم وكلا )
( بفتح نـما ... )
أي المشار له بالنون من ( نـما ) يقرأ بفتح التاء من { وخاتم **
******************************************
ومن ذلك :
اختصاصه بقراءة :
{ كبيرا **
بالباء الموحدة ، في قوله تعالى :
{ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبيراً **الأحزاب/68
تضمنت قراءته المعنيين معا : الكبر واالكثرة .
قال الشاطبي رحمه الله :
(... وكثيرا نقطة تحت نـفلا )
واضح ان عاصم المشار إليه بالنون من ( نفلا )
قرأ بالباء ( كبيرا )
من خصائص قراءة الإمام عاصم :
{ في المجالس **
بألف على الجمع ، في قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ **المجادلة/11
جعله على العموم لكثرة المجالس .
قال الشاطبي :
( ... وامدد في المجالس نوفلا )
أي مد الجيم بزيادة ألف بعدها للمشار إليه بالنون من ( نوفلا ) وهو عاصم .
وقراءته :
{ يفصل **
بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد .
في قوله تعالى :
{ لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ **الممتحنة/3
أضاف الفعل إلى الله عز وجل ، وفي التخفيف معنى التكثير والتقليل .
قال الشاطبي :
( و يُفصل فتح الضم نص وصاده ــ بكسر ثوى ... )
فعاصم اختص بفتح الياء ، ووافقه الأخوان في كسر الصاد إلا أنهما شددا وخفف عاصم ،
فتميزت قراءته بفتح الياء وإسكان الفاء مع الصاد المكسورة .
وقراءته :
{ فتنفعه **
بنصب العين .
في قوله تعالى :
{ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى ** عبس/4
قرأ بالنصب على الجواب بالفاء ، والتقدير :
" وما يدريك لعله يكون منه تذكُّر فانتفاع بالتذكّر .
قال الشاطبي :
( فتنفعه في رفعه نصب عاصم )
أي عاصم قرأ بنصب رفع العين في { فتنفعه ** .
ومن خصائص قراءته :
{ حمالة ** بنصب التاء .
في قوله تعالى :
{ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ** المسد/4
قرأ بالنصب على الذمِّ لها .
قال الشاطبي :
( وحمالة المرفوع بالنصب نزلا )
أي عاصم المشار إليه بالنون من ( نزلا ) قرأ بنصب رفع التاء .
( هذا والله تعالى أعلم )
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه .
تم بفضل الله وعونه موضوع الخصائص التي انفردت بها قراءة
الإمام عاصم بن أبي النجود رحمه الله .
قال الشاطبي:
(جزىالله بالخيرات عنا أئمة *** لنا نقلوا القران عذبا وسلسلا )
********************************