قصة أول هاتف جوال في العالم
ربما تعتقد أن فكرة الهاتف الجوال تُعد حديثة، لكن الحقيقة أن فكرة الهاتف الجوال تُعد قديمة للغاية، وجاءت مع اختراع ألكسندر غراهام بيل للهاتف الأرضي، حيث حاول غراهام اختراع هواتف لاسلكية في بداية عام 1880، لكن الفكرة نُسيت ولم يتم ذكرها إلا في النصف الثاني من القرن العشرين.
بحلول عام 1920 تمكن أحد المخترعين من تجربة هاتف سيارة يُعد سلف هواتف السيارات التي ظهرت في سبيعينات القرن الماضي، والجد الأكبر للهواتف الجوالة التي نستخدمها في عصرنا الحالي.
وفي الوقت نفسه كان المخترعون يعملون على فكرة الهاتف الجوال، حيث أظهر أرشيف شركة سينمائية بريطانية فيلما عن أشخاص في نيويورك يتحدثون عبر هاتف جوال بدائي متصل بماسورة المطافئ.
الجهاز الذي اخترعه المخترع دبيلو دبليو ماكفرلاين تتطلب 3 قطع من أنابيب الأفران متصلة بلوح للعمل كهوائي، وبعكس معظم الهواتف اللاسلكية في تلك الفترة، كان يمكن للهاتف الإرسال والاستقبال مثل الهواتف الحالية، وكان مداه 460 متر وفقا لما ذكرته تقارير الصحف التي كانت تصدر آنذاك.
وقد قامت شركة أفلام بريطانية بعمل فيلم بعد سنتين عن الهاتف (عام 1922) يحمل عنوان "لاسلكي حواء" يحتوي على مشاهد امرأتين بمدينة نيويورك تحملان جهاز ثقيل موصول بماسورة مطافئ، وقد تم العثور عليه بالصدفة في أرشيف الشركة عام 2010.
وتميز الجهاز بالضخامة، ولكي يوضع في السيارة كان يحتل المقعد المجاور للسائق بالكامل، لكن هذا لا ينفي مدى تطوره آنذاك.
وقد كشفت عن الفيلم صحيفة بولاية أوهايو، لكنها فضلت اعتباره جهاز اتصال لاسلكي، حيث يحتاج إلى الضغط على زر للتحدث بدلا من التحدث مباشرة بين طرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أنها توصلت إليه بواسطة تقرير في مجلة "Electrical Experimenter " العلمية التي ذكر مراسلها أنه اختبر هاتفا لاسلكيا بركوب سيارة والتحدث مع شخص على بعد 460 متر منه.
ويُظهر الفيلم رجلا يحمل 3 قطع من أنابيب الأفران تحدث في سماعة الهاتف قائلا "سنذهب إلى نهاية الشارع هل تسمعني؟" ليجيب عليه صوت نسائي قائلا "أسمعك بوضوح، أين أنت؟"، وبابتعاد السيارة مئات الأمتار كان الصوت مازال مسموعا.