<<البرتقال >>

البرتقال فاكهة الشتاء... وثمرة البرتقال يستفاد من عصيرها وقشرها، وبذرها، وأيضاً من أوراق الشجرة.

وعصير البرتقال له قيمة غذائية وطبية عالية... فهو غني بالمواد الكربوهيدراتية السهلة الهضم والامتصاص والتمثيل في الجسم، كما إنها مصدر للطاقة الحرارية المطلوبة... والعصير من أغنى الأغذية بالأملاح المعدنية خاصة: الكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والصوديوم، ويحتوي أيضاً على نسب عالية من الأحماض النباتية مثل حمض الليمونيك الذي يكسبه الخواص الحامضية.

يظن الكثيرون أن عصير الحمضيات (الموالح) مثل البرتقال والليمون واليوسفي (الكريب – فروت) يزيد من حموضة الجسم، وهذا ليس صحيحاً، بل يعد هذا العصير علاجاً ناجحاً لحموضة الجسم التي قد تنشأ من تراكم المواد الحمضية التالفة داخل الجسم وداخل الأنسجة نتيجة لعمليات الأكسدة والتمثيل وهضم الأغذية الدهنية والبروتينية؛ وذلك لأن حمض الستريك الموجود في عصير الحمضيات يتأكسد بالجسم، ثم يطرد منه، وتبقى الأملاح المعدنية القلوية، فتتعادل مع المواد الحمضية التالفة، وبذلك تحافظ على المعدل القلوي بالجسم. وتستعمل أوراق البرتقال في علاج بعض الأمراض العصبية، فتزيل ثقل الرأس الذي يصاحب كسل القوى العقلية، كما تفيد حالات ضعف المعدة وبطء الهضم وعدم انتظامه. ويستعمل لذلك منقوع الورق الذي يؤخذ قبل الأكل فيقوي المعدة وينبه الهضم.

وعصير البرتقال غني بالفيتامينات وأهمها: فيتامين (C) مضاد للتأكسد (Anti oxidant) وواقي من الأمراض. وأما أزهار البرتقال، فتستعمل وهي طازجة فقط...

وتفيد في علاج كثير من حالات الصرع، ويستخرج منها بالتقطير ماء زهر البرتقال الذي يؤثر في الأعضاء تأثيراً منبهاً، كما يستعمل كمضاد للتشنج، ويدخل في المستحضرات الطبية المستخدمة في ذلك لتأثيره الواضح في الجهاز العصبي.

ويفيد بذر البرتقال في حالات ضعف المعدة، ويستخدم مقوياً ومنشطاً، وفاتحاً للشهية وذلك بطبخه ونقعه في الماء.

ويؤكد أطباء العرب الأوائل أن شرب منقوع قشور البرتقال الجافة مفيد في علاج المغص والآلام المعدية والغثيان وإيقاف القيء والنزيف، كما يستخدم في علاج الحمى. والقشور تحتوي على مادة الجزرين ومواد فعالة شديدة المرارة تفيد في تنشيط الجهاز الهضمي. وإن غنى البرتقال بفيتامين (C) يجعله في مقدمة الأغذية الواقية والشافية، فهو يساعد على تثبيت الكلس في العظام ويحول دون حدوث داء الحفر (الاسقربوط) وداء (بارلو) في الأطفال، فيعيد اللثة المنكمشة إلى موقعها ويحول دون أن تنخر الأسنان، كما يوصف في الأمراض الإنتانية المترافقة مع ارتفاع الحرارة، وخاصة الحمى التيفيّة وذات الرئة والسعال الديكي وفي حالات اضطراب لون الجلد وتبديل لونه. ولعصير البرتقال أثر فعال في حالات النزف مهما كان منشؤه ويفيد أيضاً في وقف أقياء الحامل.

وأوراق البرتقال تستعمل جرعات شافية (10 أو 20 غم في لتر من الماء) ضد آلام الرأس والفواق والسعال الصدري، كما أن الزهر فلنفس الاستعمال، ومضاد للتشنجات والخفقان والزحارات العصبية وضد الأرق والقلق. وقشرة البرتقال كما هو معروف عصية على الهضم لهذا يتم تقشير البرتقال قبل الالتهام أو العصر والحفاظ على الأبيض تحت القشرة الملونة لاغتنائها بالـ (بيوفلافونويدات) أو فيتامين P كما أطلق عليها الدكتور ألبرت جيورجي المجري والحائز على جائزة


نوبل ومكتشف فيتامين (C) ووجود البيوفلافونديدات مع فيتامين (C) يجعلهما يقومان الشعيرات والأوعية الدموية، ويدعمان مقاومة الجسم لأمراض الشتاء بتأثير النشاطات المناعية ضد الفيروسات والبكتيريا وضد التحسس كما تحتوي الحمضيات على فيتامين (A) بنسبة أقل. والبرتقال أشهر حمضيات الفواكه، وعصيره الطازج أكثر فائدة من العصير المعلب الذي يتعرض للبسترة التي تقتل الأنزيمات، كما أن فيتامين (C) الطبيعي تتلاشى فعاليته بعد وقت قصير فيضطر المصنِّعون إلى إضافة فيتامين (C) صناعي إلى معلبات عصير البرتقال. ولكن يظل العصير الطازج أفضل وأفعل.

في عصير البرتقال كنز من فيتامين (C) والفلافونديدات إضافة لفيتامين (B) المركب وعناصر البوتاسيوم والزنك والفوسفور والسكر الطبيعي وشربه طازجاً وثقيلاً يمد الجسم بمغذيات متوازنة تحمي من البرد والرشح ونوبات القلب والسكتات الدماغية كما أن احتواء هذا العصير على مضادات الأكسدة يطيل عمر خلايا الجسم ويحميها من انهيارات الشيخوخة الناتجة عن تأثير الشوارد الحرّة والسميات. وبالغرم من أن برتقال كاليفورنيا الأميركي خال من البذور، وبرتقال اليابان النادر الحبة منه بحجم حبة الكرز وتؤكل بكاملها، يظل برتقال فلسطين (اليافاوي) هو أزكى أنواع البرتقال الفاخر.

يقطف البرتقال بدءاً من شهر تشرين أول (أكتوبر) ويظل موسمه حتى شهر نيسان (ابريل) وأفضل أنواعه المستديرة ذو القشرة الرقيقة الملساء التي تنم عن اغتناء قلب حبة البرتقال بالعصير على عكس البرتقالة ذات القشرة الخشنة والسميكة الجلد فهي كثيرة الليف قليلة العصير.

يحتوي البرتقال على 88% ماء، 5% بروتين، 11% نشويات ونسب الفيتامينات هي: 0.15, B20.04, 0.1, C كاورتين. إضالة للتأثيرات الوقائية يمثل البرتقال أحد المهضمات المهمة في تأثيره الحمضي الداعم لنشاط المعدة، وهو غذاء صحي في حالات الحميات خاصة حمى الأمعاء التيفوئيد وهو يحمي الأسنان من النخر. وقديماً وصف عصير البرتقال لإيقاف قيء الحامل، كما استعملت أوراقه وأزهاره لتخفيف آلام الرأس والخفقان وملاشاة الأرق والتوتر.

وقد ذكر أن مربى قشر البرتقال مفيد في حالة الإمساك وأمراض الكبد، وشرابه مع الماء الحار يفيد في حالات الزكام والأنفلونزا، ومحروق قشر البرتقال يمتص روائح مازوت التدفئة ودخان السجائر في الغرف المغلقة.

لقد بينت الدراسات التي أجراها الخبراء أن الفواكه الحمضية التي تنمو بمساعدة الأسمدة الكيميائية تنقص فيها نسبة الفيتامين (C) بينما تزيد نسبة الحوامض فيها، وسبب إجراء هذه الدراسات هو ما لوحظ من انتشار داء الحفر بين سكان إحدى المناطق الأمريكية التي عرفت بكثرة إنتاجها للحمضيات. كما تبين أن معظم طلاب المدارس بولاية كاليفورنيا المشهورة بإنتاجها للحمضيات، كانوا يعانون نقصاً بفيتامين (C).

إن عصير البرتقال يفيد أيضاً المصابين بأمراض عصبية، والمصابين بالسكري، والمحمومين والمصابين باضطرابات معدية أو كبدية أو دموية. ومن المستحسن إضافة عصير البرتقال إلى غذاء الرضع والأطفال، فيضاف من عصيره ملعقة قهوة لكل زجاجة رضاعة، وهذا يفيد في تسهيل الهضم وزيادة قوة الحليب الغذائية.

لصقة قشر البرتقال:

تفيد لصقة قشر البرتقال في علاج الصداع وآلام الرأس وبعض الحالات العصبية... ويمكن استخدامها بوضع الجزء الظاهر من القشرة (الوجه الخارجي) على الجبهة ثم ربطها جيداً، وتركها لمدة ربع ساعة.

معجون قشرة البرتقال:

يمكن تحضيره بأخذ جزء (وزني) من قشر البرتقال الطري المقطع وإضافته إلى ثلاثة أجزاء من السكر وجزء مناسب من الماء، يسخن الخليط ويؤخذ على جرعات قبل الطعام... وهذا المزيج يستخدم مقوياً للمعدة، ومعرقاً، أو مضاداً للتشنج.

وصفة من عصير البرتقال والليمون ضد السمنة:

تغلي برتقالة كبيرة وثلاث ليمونات في نصف ليتر ماء لمدة عشر دقائق، ثم تضاف إلى المغلي ملعقتان من العسل وتغلي مرة أخرى لمدة خمس دقائق ثم تصفي وتبرد ويؤخذ منها ثلاثة أكواب يومياً.