إن وظيفة فيتامين (د) الأساسية هي الحفاظ على توازن المعادن في الجسم، وبالأساس اتزان مستوى الكالسيوم والفوسفور. يعزز فيتامين (د) عملية امتصاص المعادن في الأمعاء، ويمنع الخسارة المفرطة لهذه المعادن في الكلى، كما ويتحكم بدخول وخروج المعادن في العظام. بالإضافة إلى ذلك، تشير أبحاثٌ جديدة إلى أن لفيتامين (د) دورًا هامًّا في تنظيم عمليات نمو الخلايا، بما في ذلك قَمْع نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي.
اليك أهم مصادر فيتامين د:
1. الإنتاج الذاتي في الجلد تحت تأثير الإشعاع فوق البنفسجي. إذ تتحول المادة الخام دِيهيدروكوليستيرول 7 (7 - Dehydrocholesterol) إلى طليعة الفيتامين Pre vitamin D3) D3) وفي النهاية إلى فيتامين Vitamin D3) D3).
2. تزويد خارجي مصدره الغذاء. يتواجد فيتامين (د) في الأغذية التي مصدرها من الحيوانات، وهو مطابق تماماً لفيتامين (D3) الذي يتم إنتاجه في أجسامنا. من ناحيةٍ أخرى، فإن فيتامين (D2) مصدره من الأغذية النباتية. إن نتائج النشاط الأيْضي والفسيولوجي لدى البشر، التابع لفيتامين (D3) وفيتامين (D2)، متشابهة. يتواجد فيتامين (د) في أنواع خاصة من الأغذية مثل الكبد وصفار البيض وزيت السمك. إن الاستهلاك اليومي الموصى به هو 400 – 600 وحدة دولية (0،1 وحدة دولية = 0،025 م"غ). يمكن توفير هذه الكمية أيضًا عن طريق التعرض للشمس. في الولايات المتحدة الأمريكية متبع إضافة فيتامين (د) صناعيًّا إلى الحليب ومنتجاته.
مراحل تحويل المواد وصولاً إلى فيتامين (د) لها دور هام جدًّا: إن التسمية فيتامين، لهذا التركيب لها صبغة تاريخية. إن فيتامين (د) هو في الواقع هورمون من عائلة هورمونات الإستيروئيد. يخضع إنتاج هذا الهورمون في جسمنا، لرقابةٍ صارمة، وآلية إنتاجه مماثلة لتلك التي تخص الهورمونات الأخرى. يجب أن يخضع فيتامين (د) لتغييرات في الكبد والكُلى، قبل أن يكون جاهزًا وظيفيًّا. يمر فيتامين (د) في الكبد بعملية هيدروكسلة (Hydroxylation) والتي ينتج عنها - هيدروكسي الفيتامين hydroxyvitamin D25) D25). تتحول الغالبية العظمى من فيتامين (د) إلى هذا المُنْتَج، وتحديد هذه المادة في الدم يعكس حالة فيتامين (د) في الجسم. تتم في الكُلى عملية هيدروكسلة إضافية للحصول على ثنائي هيدروكسي الفيتامين Dihydroxyvitamine D 1,25) D 1,25) إن هذا المُنْتَج هو المشتقة الهورمونية الفعالة لفيتامين (د). يخضع إنتاج ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D في الكُلى لرقابةٍ مشددة: في حالة يكون فيها مستوى الكالسيوم أو الفوسفور منخفضًا، أو مستوى هورمون الغدة الدرقية في الدم مرتفعًا، يزداد إنتاج المشتقة الفعالة لفيتامين (د)، والعكس صحيح.
إن سوء التغذية، أمراضًا في الجهاز الهضمي والتي تصيب عملية امتصاص الغذاء وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، تؤدي إلى نقص في فيتامين (د)، انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، اضطرابات في تَكَلُّس العظام ولأمراض مثل: الكُساح عند الأطفال ولين العظام عند البالغين.
إن القدرة المنخفضة على امتصاص فيتامين (د) في الأمعاء، وانخفاض كفاءة الإنتاج الذاتي لفيتامين (د) في جيل الشيخوخة، قد تؤدي إلى نقص في فيتامين (د) لدى كبار السن. بعد فهم نظام تحويل المواد للحصول على فيتامين (د)، اتضح أن أمراض الكبد قد تؤدي إلى انخفاض في مستوى هيدروكسي الفيتامين hydroxyvitamin D25) D25) في الدم؛ والفشل الكُلوي يؤدي لاضطرابات في إنتاج ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D، وأن مشكلة مماثلة تظهر في حالة القصور الوظيفي في الغدة الدرقية. يتقوض التوازن في هذه الحالات، في مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، وتنتج عن ذلك أمراض العظام المختلفة.
إن اختفاء الإستروجين لدى النساء بعد سن اليأس، له تأثير سلبي على إنتاج المعادن وذلك نتيجةً للانخفاض في إنتاج ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D والانخفاض في كمية المُسْتقبِلات (Receptors) لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D. يؤدي الانخفاض في مستوى ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D ونشاطه، إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية وتعزيز عمليات تفتيت العظام، مما يؤدي إلى هشاشة العظام (Osteoporosis). بالإضافة إلى ذلك، يُعْرَفُ مرضان وراثيان هما نتيجة لمقاومة الجسم لفيتامين (د). في النوع الأول هنالك إنتاج منخفض جدًّا لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D، والنوع الثاني يتميز بعدم وجود المُسْتقبِلات لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D في الخلايا المستهدفة. في كلتا الحالتين فإن الأعراض هي بسبب نقص في فيتامين (د).
webteb.com