ذكر باحثون بلجيكيون أن دماغ البشر تغيّر بشكل مميز خلال تطور الإنسان، وبيّنت الدراسة التي نشرت في دورية (ذا جورنال أف نوروساينس) الأميركية أن الباحثين من جامعة لوفان في بلجيكا عثروا على دليل يثبت أن القشرة الدماغية طوّرت شبكات مميزة فيها، خلال تطور الإنسان.
وقام الباحثون بمعاينة نتائج تصوير بالرنين المغنطيسي لدماغ البشر، وقرد المكاك الريسوسي، خلال فترة الراحة، وخلال مشاهدة التلفاز، بهدف المقارنة بين موقع شبكات القشرة الدماغية وبين وظائفها لدى البشر والقردة.
فوجدوا أنه حتى خلال فترة الراحة، يكون الدماغ ناشطاً كثيراً، موضحين أن مناطق الدماغ المختلفة التي تكون نشطة في الوقت عينه خلال فترة الراحة تولّد «شبكات الراحة».
وقال البروفسور ويم فاندوفال، وهو أحد أعضاء مجموعة البحث في علم وظائف الأعصاب بمعهد الطب، في جامعة لوفان، في تصريح إن: «شباكات الراحة هذه تتشابه بالمعظم بين البشر والقردة، غير أننا وجدنا شبكتين فريدتين لدى البشر، وأخرى فريدة لدى القردة».
وأوضح فاندوفل أن القشرة الدماغية تعالج كمية كبيرة من المعلومات البصرية والسمعية خلال مشاهدة الأفلام.
وأشار إلى أن شبكتي الراحة التي يتميز بهما الدماغ البشري تتفاعلان مع الإشارات البصرية أو السمعية بطريقة مختلفة تماماً عن أي جزء من دماغ القرد، ما يعني أن هاتين الشبكتين تقومان بوظائف مختلفة تماماً عن شباكات الراحة الموجودة في دماغ القردة.
وتابع أنه: «بمعنى آخر، أن بنى الدماغ التي ينفرد بها البشر غير موجودة لدى القردة، ولا يوجد لدى القرد أي بنى موازية لها».
وأوضح أن: «هذه المناطق الفريدة تقع في الجزء الأعلى من مؤخرة ومقدمة القشرة الدماغية، وترتبط على الأرجح، بقدرات معرفية خاصة بالبشر، كالذكاء البشري الفريد من نوعه».
وخلص الباحثون إلى القول إن: « (نتائج دراستنا) تفترض أن وظائف الشبكات قد تتغيّر مع الوقت، وأن شبكات جديدة خاصة بالبشر ظهرت خلال تطور الإنسان».
يشار إلى أن الباحثين استخدموا في الدراسة التصوير بالرنين المغنطيسي بهدف تحديد الأجزاء من الدماغ التي تشارك في وظائف معينة خاصة بها.