خلافة المقتفي لأمر الله بن المستظهر
ضعف السلاجقة وزوالهم في عهد الخلافة العباسيةاختار السلطانُ مسعود المقتفيَ من ذي الحجة 530هـ حتى ربيع أول 555هـ، ولما توفي السلطان مسعود سنة 547هـ بهمذان ماتت معه سعادة البيت السلجوقي، فلم تقم له بعده راية يعتد بها.
تولى بعده محمد بن محمود الذي توفي سنة 554هـ بهمذان ثم كان الأمر من بعده لأرسلان بن طغرل، ثم توفي الخليفة في 2 ربيع أول سنة 555هـ، وهو أول من استبد بالعراق منفردًا عن السلاجقة، وأول خليفة تمكن من الخلافة، كان شجاعًا مقدامًا مباشرًا للحروب بنفسه، وكان عادلاً حسن السيرة من الرجال ذوي الرأي والعقل والكبير.
خلافة المستنجد بالله بن المقتفي لأمر الله
(من ربيع أول 555هـ حتى ربيع آخر 566هـ)
كان المستنجد بالله يعد من خيرة الخلفاء العباسيين رفع المكوس والمظالم ولم يترك منها شيئًا، وكان شديدًا على أهل العبث والفساد والسعاية بالناس، سجن رجلاً كان يسعي بالناس فسادًا مدة، وقد شفع له بعض أصحابه، وبذل فيه عشرة آلاف دينار، فقال له الخليفة: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار ودلني على آخر مثله لأحبسه وأكف شره عن الناس.
وفي أيامه اتسعت رقعة ميدان القتال بين المسلمين والصليبيين وكانت الساحة بلاد الشام ومصر؛ ويقود القتال محمود نور الدين في كلا الساحتين، حيث ضعفت الدولة الفاطمية لدرجة كبيرة، وهذا ما جعل نور الدين محمود يتولي أمر الدفاع عن مصر.
وكان ملك السلاجقة في عهده أرسلان بن محمد بن ملكشاه، ولم يكن له شيء من السلطان في بلاد العراق.
خلافة المستضيء بأمر الله بن المستنجد بالله
(من ربيع الآخر 566هـ حتى ذي القعدة 575هـ)
كان المستضيء بأمر الله عادلاً حسن السيرة في الرعية، عاش حميدًا ومات سعيدًا. يقول ابن الأثير في تاريخه: وقد طالعت سير الملوك المتقدمين فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريًا للعدل منه، وله أخبار حسان ألفت فيها كتب خاصة.
وانقرضت في عهده الدولة الفاطمية في محرم سنة 567هـ على يد الدولة الأيوبية، وخطب للمستضيء في بلاد اليمن، هذا بالإضافة إلى مصر وإفريقية والشام.
خلافة الناصر لدين الله بن المستضيء
وهو أطول خلفاء بني العباس مدة من ذي القعدة 575هـ حتى رمضان 622هـ، وفي عهده انتهى ملك السلجوقيين بالعراق سنة 590هـ بقتل طغرل بن أرسلان على يد خوارزمشاه علاء الدين تكش، الذي اتسع ملكه جدًّا، فصار ملكه ممتدًا من أقاصي بلاد ما وراء النهر شرقًا إلى بلاد الري التي أخذها بعد القضاء على السلاجقة، وكان هوى خوارزمشاه أن يذكر اسمه على منابر بغداد فيخطب له بدل السلاجقة، ولكن الخليفة أبى، فاشتدت العداوة بينهما حتى قطع خوارزمشاه خطبة الناصر من منابر بلاده.