النصوص الواردة في ذم الغضب
جاء ذم الغضب صراحة مرة، وضمنا أخرى، وبصيغة الترغيب في ترك الغضب ثالثة، في عدة آيات من القرآن الكريم، وفي سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وفيما يلي ذكر بعض من تلك النصوص :
1. في القرآن الكريم :
قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [ الشورى : 37 ] ، وقال تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران : 134 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ( أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب/باب الحذر من الغضب 5/2267 ) . قوله ليس الشديد بالصرعة بضم الصاد وفتح الراء الذي يصرع الناس كثيراً بقوته والهاء للمبالغة بالصفة، وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو لأنه صلى الله عليه وسلم جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة.
وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين فيزوجه منها ما شاء " ( أخرجه الترمذي 4/372 برقم 2021 ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال : ( لا تغضب ) ، فردد مرارا قال : ( لا تغضب ) ( أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب/باب الحذر من الغضب 5/2267 ) ، قال الخطابي : معنى قوله ( لا تغضب) اجتناب أسباب الغضب وألا تتعرض لما يجلبه ، وأما نفس الغضب فلا يتأتى النهي عنه لأنه أمر طبيعي لا يزول من الجبلة، وقال غيره : ما كان من قبيل الطبع الحيواني فلا يمكن دفعه، وما كان من قبيل ما يكتسبه بالرياضة فهو المراد، وقيل : لا يفعل ما يأمرك به الغضب، ولعل السائل كان غضوباً، وكان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب، فللغضب مفاسد كبيرة ، ومن عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) من الحكمة واستجلاب المصلحة في درء المفاسد