خصائص قراة الامام ابي عمرو البصري

خصائص قراءة أبي عمرو البصري
الإمام أبو عمرو بن العلاء البصري المازني أحد القراء السبعة المشهورين
قرأ على جماعة من التابعين بالحجاز والعراق
منهم مجاهد وسعيد بن جبير ، وقرأ هؤلاء على ابن عباس
وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب ، وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وسلم .
ولد أبو عمر بمكة ونشأ بالبصرة وتوفي بالكوفة .
له عدة رواة أشهرهم : أبو عمر الدوري ، وروايته متداولة
يقرأ بها أهل السودان ، كما يُقرأ بها في اليمن
وتوجد مصاحف مطبوعة بها قديما وحديثا .
أبو شعيب السوسي : وروايته تشتهر بالإدغام الكبير ،
وكثرة إبدال الهمز ، وغير ذلك .
اختص أبو عمرو البصري في قراءته ببعض الأصول والفروع لم يشاركه فيها أحد
من القراء السبعة ، من ذلك قراءته :
****************
{ وإذ وعدنا **
في قوله تعالى :
{وَإِذْ وَعَدْنَا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذتُّمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ **البقرة/51
{ ووعدنا **
في قوله تعالى :
{وَوَعَدْنَا مُوسى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ... **الأعراف/142
{ ووعدناكم **
في قوله تعالى :
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ ... **طه/80
قرأ أبو عمرو بغير ألف بعد الواو الثانية في الثلاثة وحده .
حمله على الوعد من الله تعالى لموسى عليه السلام ،
فهو سبحانه منفرد بالوعد والوعيد ، كقوله تعالى :
{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ... **الأنفال/7
قال الشاطبي :
( ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا )
يشير بالحاء من ( حلا) إلى قراءة أبي عمرو ، بغير ألف في { وعدنا ** حيثما وردت .
********************************
ومن خصائص البصري ، قراءته :
{ بارئكم **
في الموضعين بإسكان الهمزة فيهما .
في قوله تعالى :
{وَإِذْ قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِْكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِْكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّه هُّوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ **البقرة/54
**************************
واختص كذلك بإسكان الراء في :
{ يامركم ** { يامرهم ** { تامرهم ** و { ينصركم ** حيث وقعت هذه الكلمات .
مثال ذلك قوله تعالى :
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرْكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ... **النساء/58
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرْهُم بِالْمَعْرُوفِ ... **الأعراف/157
وقوله تعالى :
{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرْكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ **الملك/20
وكذلك :{ يشعركم **
في قوله تعالى :
{ وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُومِنُنَّ بِهَا
قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرْكُمْ إِنَّهَا إِذَا جَآءتْ لاَ يُومِنُونَ **الأنعام/109
إختص بإسكان الراء في هذه الكلمات الأربعة .
يقول الشاطبي في ذلك :
( وإسكان بارئكم ويامركم له ---- ويامرهم أيضا وتامرهم تلا )
( وينصركم أيضا ويشعركم ...)
أشار إلى أبي عمرو بالضمير في " له" لأنه ذكره في البيت السابق في قوله حلا )
حين تكلم عن انفراده بقراءة { وعدنا ** دون ألف .
أي أن أبا عمرو يخفف هذه الكلمات الست المذكورة في البيتين ، فيسكن الهمزة في { بارئكم ** والراء في الباقين.
ومن خصائصه :
كسر الهاء و ميم الجمع وصلا إذا كان قبل الهاء كسرة أو ياء ساكنة ، وأتى بعد الميم ألف وصل نحو :
{ بهم الأسباب **
في قوله تعالى :
{ إِذ تَّبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمِ الأَسْبَابُ **البقرة/166
ونحو : { عليهم الذلة **
في قوله تعالى :
{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمِ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمِ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ **آل عمران/ 112
كسر الميم على الأصل في التقاء الساكنين ، ولكسر الهاء قبلها ، فأتبع الكسر الكسر .
قال الشاطبي :
( ... وبعد الهاء كسر فتى العلا )
( مع الكسر قبل الهاء أو الياء ساكنا )
أبو عمرو هو المقصود بفتى العلا ، أي كسر ميم الجمع التي كان ذكرها قبل ،
شرط أن يكو ن قبل الهاء كسرة ، أو ياء ساكنة ، ثم مثَّل لذلك فقال:
( كما بهم الأسباب ثم عليهم القتال ... )
*********************************
ومن ذلك :
قراءته : { عما يعملون **
بالياء على الغيب .
في قوله تعالى :
{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ **البقرة/149أجراه على لفظ الغيبة والإخبار عن اليهود .
قال الشاطبي :
( وفي يعملون الغيب حـل )
أشار رحمه الله برمز البصري ( الحاء ) إلى قراءته
وعُلم مكان الآية بذكره الاختلاف قبل في { موليها ** في الآية التي قبلها .
*********************************
ومن خصائصه قراءته :
{ قل العفو ** بالرفع .
في قوله تعالى :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَُ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ **البقرة/219
بمعنى : " الذي تنفقونه العفو "
قال الشاطبي :
( قل العفو البصري رفع ... )
ذكره هنا بصريح اسمه ، وأنه يرفع هذه الكلمة .
ومن خصائص قراءته :
{ ترجعون ** بفتح التاء وكسر الجيم .
في قوله تعالى :
{وَاتَّقُواْ يَوْماً تَرْجِعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ **البقرة/281
أضاف الفعل إلى المخاطَبين ، أي هم الراجعون .
قال الشاطبي :
( ... ترجعون قل بضم وفتح سوى ولد العلا )
أي قراءة الجماعة بضم التاء وفتح الجيم إلا ابن العلاء ، فتعين له فتح التاء وكسر الجيم .
****************************
ومن ذلك :
قراءته : { قل إن الأمر كله لله **
في قوله تعالى : { .... يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلُّهُ لِلَّهِ ... ** آل عمران/ 154
برفع كلمة { كلُّه ** على الابتداء ، وهي مما يؤكد بها ، فحسُن أن تقع مبتدأة .
قال الشاطبي :
< و قل كله لله بالرفع حامدا >.
****************************
ومن خصائصه :
قراءته : { رسلنا ** { رسلكم ** { رسلهم ** بإسكان السين حيث وقع .
وكذلك : { سبلنا ** بإسكان الباء . شرط أن يكون بعد اللام والباء حرفان في الخط .
قرأ على التخفيف لتوالي الحركات .
مثال ذلك :
{ ... وَلَقَدجَّاءتْهُمْ رُسْلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ **المائدة/32
{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَاتِيكُمْ رُسْلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ **غافر/50
{قَالَتْ لَهُمْ رُسْلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّاتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُومِنُونَ **إبراهيم/11
{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبْلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ **إبراهيم/12
قال الشاطبي رحمه الله :
( وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم *** وفي سبلنا في الضم الإسكان حـصلا )
ومن ذلك قراءته :

{ ويقول ** بنصب اللام ، في قوله تعالى :
{ وَيَقُولَ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ
حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ** المائدة / 53
عطف الفعل على { أن يأتي ** على تقدير تقدم " أن " فيكون التقدير :
( عسى أن ياتي الله بالفتح ...ويقولَ الذين ءامنوا )
قال الشاطبي :
( وقبل يقول الواو غـصن ورافع سوى ابن العلا ...... )
أشار رحمه الله برمز الغين من ( غصن ) إلى قراءة أبي عمرو والكوفيين بإثبات الواو قبل " يقول "
ثم إلى اختصاص ابن العلاء بنصب اللام .
************************
{ لاتفتح ** بالتاء وبالتخفيف
في قوله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء
وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ **الأعراف/40
خفف الفعل على أنه يقع للمرة وللأكثر .
قال الشاطبي :
( .............. و يفتح شمللا )
( وخفف شفا حكما ..........)
أي المرموز لهما بالشين من ( شمللا ) يقرآن بالياء
فتعين للباقين القراءة بالتاء وضمنهم أبو عمرو
ثم أشار إلى أصحاب التخفيف ، وهم المرموز لهم بالشين والحاء
فانفرد أبو عمرو المشار له بالحاء من ( حكما ) بالتخفيف مع التاء .